top of page

التغذية المرتدة

كوني طالبة سنة ثانية في التطبيقات العملية خضت تجربة غنية، مرهقه وشيقه لكن حقيقة لم تكن خالية من الصعوبات والعقبات، لقد كان علينا فهم السيرورة التعليمية، محاولة ربط النظريات التي درسناها وندرسها بالواقع والتطبيق العملي لهذه النظريات، بالإضافة الى ما مررنا به من خبرات وتجارب من اجل مواجهة الصعوبات المختلفة والتعامل معها بالطرق الأمثل. كنت سابقا قد اعتدت على الدراسة النظرية لم أكن اتوقع ان تطبيقها يحتاج الانتباه الى العديد من التفاصيل التي لا يمكن التغاضي عنها، بدايةً لم أدركها بسرعة الا انني ختمتها هذه السنة بمعرفة وأدراك جيد لهذه التفاصيل.

لا بد ان اشير الى اهمية المبادرات التي قمنا بها كان لها اهمية عظمى في تنمية مهاراتنا كمعلمات للتكيف مع الظروف المتوفرة في مدارسنا العربية من موارد، كما وامتعني ذلك البريق والحماس الذي لمسته في عيون الطلبة المتعطشين لمثل هذه المبادرات، التي شاركوا بها طواعية ورغبة كاملة منهم، وزاد من دافعيتي لتقديم الافضل لهم والمزيد.

 

 

تقبل الهيئة التدريسية بإدارتها ومعلميها لنا كمعلمين جدد ومتدربين، احتضانهم لنا ودعمنا، خصوصا ان بعض المعلمين كانوا ممن درسوني خلال نشأتي، فقد استقبلتنا المدرسة خير استقبال، لكن كان هناك تفاوت في معاملة المعلمين المدربين لنا، منهم من كان خير داعم ومعطاء، وراغبا بمساعدتنا وانجاحنا، قدموا لنا خير النصائح والارشاد اللازم لإنجاح الحصص، ومنهم من كان قليل المساعدة والدعم، صراحة انا اتفهمهم جيدا، فقد كنت الاحظ الضغوطات التي يرضخون لها، وانا أقدر ان وقتهم ثمين.

جدير بالذكر ان الفعاليات لا منهجية ساعدتنا على الاندماج بشكل امثل في الانخراط بطاقم المدرسة مما اشعرنا باهمية دورنا ومساهمتنا في المدرسة وعزز  ثقتنا بانفسنا.

 

صراحة هنا شكل الامر تحديا كبيرا بالنسبة لي، الواقع والتطبيق العملي كان مختلفا كليا، اذ لاحظت ان بعض الطلاب، مهما كنت مستعدة ومهيأة لتقديم الدرس من تحضير ووسائل، الا ان البعض لم يكن يحب الموضوع، رغم ان لديهم قدرات لاستيعاب الشرح بسلاسة، فلاحظت لدى أن بعض الطلاب يوجد فجوة بينهم وبين المادة، ولاحظت ايضا حبهم للفعاليات والانشطة التي ندمجها بفعاليات مختلفة كالحركة والفنون...

كان لا بد لنا التعامل مع السلوك والانضباط من اجل مساعدتهم على توفير بيئة مناسبة للتعلم، وقمنا باضافة عنصر المنافسة احيانا او الفعاليات المختلفة ليتوفر لديهم تعلم ذو معنى.

 

زميلاتي صدقا كن خير شريكات مرافقات لي خلال تقدمي بالمسيرة التعليمية، شريكات بالتخطيط، والتحضير، والتفكير، داعمات خلال التنفيذ، يقدمن لي رأيهن بكل صراحة وصدق، اهتممت دوما برأيهن، لكي أرى نفسي بعينهن او بالانعكاس الذي كن يصفنه لي بدقة تامة. لا بد ان اشير الى بعض الخلافات في الراي، وايضا في الاسلوب، ولا سيما توزيع المهام وتنفيذها في المواعيد المحددة وفق جدولنا ‏الزمني الذي نضعه لانفسنا.‏

 

المرشدان قدما لنا مضمار العمل بكل عناصره وتحدياته، ودفعا بنا لخوض التجارب الغنية بالتحديات، وكانا الموجهان اللذان دفعا بنا قدما نحو الهدف، فقد قدما لنا الدعم الكامل، والنصائح الهادفة والبناءة، وكنت متيقنة انهما مدركان تماما لما كانا يحفزاننا لنقدم قصارى جهدنا، وقد ساعدانا على استخراج الزبدة وخلاصة التدريب العملي من مهارات ومعارف.

 

من نفسي:

عند بدء تجربتي بالتطبيق العملي، كنت واثقة انني سأكون المعلمة التي ستحبب الطلاب بموضوع الرياضيات، وسأجعلهم راغبين طواعية في المشاركة والتقدم والنجاح، لكن صراحة، رغم ان ثقتي لم تقل، الا انني الان فقد وضعت لنفسي اهداف جديدة خلال تجربتي، وهي ان أتعلم جيدا من تجاربي والتحديات التي أواجهها كيف سأكون أفضل معلمة، تنجح في جعل الطلاب راغبين بالتعلم مهما كلفهم ذلك من جهد، انني اريد ان اغرس في الطلاب ان الرياضيات ليس مسائل كلامية معقدة او معادلات مركبة، وانما هو لغز ممتع يحتاج لبعض القوانين البسيطة لكي ينفك.

لا بد ان اشير الى تأثير التجارب المختلفة في شخصيتي كفتاة اولا، وثانيا كمعلمة متدربة في السنة الثالثة من مسيرتها الدراسية، فقد صقلت هذه التجربة شخصيتي بشكل جديد واقوى مما كنت عليه، ذات قدرات ومهارات افضل لمواجهة تحديات مسيرتي التعليمية خاصة والحياة عامة.‏

bottom of page