باب التوقعات

كطالبة سنة ثانية في التطبيقات العملية كان لدي توقعات وردية نحو امور ونواح مختلفة. توقعت ان تكون تجربتي في التطبيقات العملية سهلة، سلسة، لكن الواقع كان مختلفا، خضت تجربة غنية، وصراحة لم تكن خالية من الصعوبات والعقبات، لقد كان علينا فهم السيرورة التعليمية بمكركباتها المختلفة، محاولة ربط النظريات التي درسناها وندرسها بالواقع والتطبيق العملي لهذه النظريات، بالإضافة الى ما مررنا به من خبرات وتجارب من اجل مواجهة الصعوبات المختلفة والتعامل معها بالطرق الأمثل.

 

توقعاتي من المدرسة كانت، تقبل الهيئة التدريسية بإدارتها ومعلميها لنا كمعلمين جدد، احتضانهم لنا، ودعمنا، وفعلا كان ذلك، فقد استقبلتنا المدرسة خير استقبال.

لكن كان هناك تفاوت في معاملة المعلمين المدربين لنا، منهم من كان خير داعم، ومعطاء، وراغبا بمساعدتنا وانجاحنا، قدموا لنا خير النصائح والارشاد اللازم لإنجاح الحصص. ومنهم من كان قليل المساعدة والدعم، صراحة انا اتفهمهم جيدا، فقد كنت الاحظ الضغوطات التي يرضخون لها، وانا أقدر ان وقتهم ثمين.

 

توقعاتي من الطلاب:

صراحة هنا شكل الامر تحديا كبيرا بالنسبة لي. فقد كانت توقعاتي ان الطلاب سيحبوننا كمعلمين جدد، مع اساليب جديدة. لكن الواقع والتطبيق العملي كان مختلفا، اذ لاحظت ان بعض الطلاب، مهما كنت مستعدة ومهيأة لتقديم الدرس من تحضير ووسائل، الا ان البعض لم يكن يحب الموضوع، رغم ان لديهم قدرات، ويستوعبون الشرح، فلاحظت لدى البعض ان هناك بعدا بينهم وبين المادة، ولاحظت ايضا حبهم للفعاليات والانشطة التي ندمجها بفعاليات مختلفة كالحركة والفنون والطبخ...

 

توقعاتي من زميلاتي هو مشاركة كاملة، وصدقا كن خير شريكات مرافقات لي خلال تقدمي بالمسيرة التعليمية، شريكات بالتخطيط، والتحضير، والتفكير، داعمات خلال التنفيذ، يقدمن لي رأيهن بكل صراحة وصدق، اهتممت دوما برأيهن، لكي أرى نفسي بعينهن او بالانعكاس الذي كن يصفنه لي بدقة تامة. والتزام في جدول العمل وفق المخطط والمتفق بيننا.

 

توقعاتي من المرشد:

توقعت ان الارشاد سيكون بان يقولا لنا ماذا علينا ان نفعل تماما بالتطبيق العملي، لكن الواقع كان ان قدما لنا مضمار العمل، ودفع بنا لخوض التجارب الغنية بالتحديات، وكانا الموجهان الذان يدفعان بنا نحو الهدف، فقد قدما لنا الدعم الكامل، والنصائح الهادفة والبناءة.

 

توقعاتي من نفسي:

عند بدء تجربتي بالتطبيق العملي، كنت واثقة انني سأكون المعلمة التي ستحبب الطلاب بموضوع الرياضيات، وسأجعلهم راغبين طواعية في المشاركة والتقدم والنجاح. لكن صراحة، رغم ان ثقتي لم تقل، الا انني الان فقد وضعت لنفسي توقعات جديدة، وهي ان أتعلم جيدا من تجاربي والتحديات التي أواجهها كيف سأكون أفضل معلمة، تنجح في جعل الطلاب راغبين بالتعلم مهما كلفهم ذلك من جهد.